
كانت فتاة بلغت من الجمال ما فاق قريناتها ومثله فى العلم والحكمة اما فى خفة الروح فكانت تنسى الهموم .فاقتهن جميعا إلا فى شئ (حظ الحب).
كانت تبحث عنه وكثيراً ما طرق بابها ولكن...بلا جدوى ,ولأن الحب لا ساعة له ولا ميعاد وفى احد الليالى القمرية والسماء صافية كانت يمنىعائدة من عملها مع رفيقاتها يتاخاطبن ويضحكن, وإذا به هنالكعلى جانبٍ من الطريق كما لو انه ينتظرها او أنها مرت من هنا لتراه وما أن تلاقت عيناهما إذا بالمكان يعمه الهدوؤء إلا من أصوات العصافير تغردوالزهر يملئ المكان ......ولأن اللحظات الجميلة تمر سريعاً فقد مرت البرهة تاركة اثر ساعة وذهب كلاهما الى طريقه .
وتتيح لهم الاقدار اللقاء من جديد ومرة والأخرى ومرت السنون .....سنون وهما يتحدثان لغة من اروعع اللغات يتخاطبان ويتواعدان بالعيون ...لغه العيون اسمى اللغات ,دون ان يعرف احدهما الأخر .وفى إحدى الايام وهى فى طريقها إلى عملها فإذا به تراه لم تتمالك نفسها اغمضت عيناها إلا عنه ......فصدمتها سيارة......ركض عليها وهو يصرخ كالمجنون ,حملها ,وذهب بها الى المشفى ........وهناك ; حين أفاقت رقصت الدنيا من حولهما فرحاً باللقاء المنتظر وعندما اتت العين فى العين نطق الفم بها ((احبكَِ)) لينصفها حظ الحب , وتتغلب على الجميع ....وتبدء الحكاية.